مقدمة فنون الأطفال
قال أبنزر كوك عن رسوم الأطفال " لا يرسم الطفل خطاً " بدون خيال وكل حقيقة تمر من خلاله ، بين العينالرائية ، واليد المنفذة ، وكلاهما مظهر لو أن المعلم كان مجرد آلة في نظام وليسمعلماً حياً يعرف الطفل " .
ويعد أبنزركوك من أهم الأسماء في مجال البحث فيرسوم الأطفال .. حيث البداية الحقيقية للبحث في رسوم الأطفال كانت في الثمانينات منالقرن التاسع عشر ومن الباحثين والدارسين الجادين في هذا المجال - هيرك ، براون ،جوتزه ، سولي ، كلارك ،بارنز ، شين .
وفي مجال التعليم بدأ الاهتمام ب الرسوم الخاصة بالطفل منذ مؤتمر باريس 1936م أي منذ أعلن فرانز تشزك عن مايعرف الآن بفن الطفل .
ويرى هربرت ريد : أن أول من لفت الأنظار إلى الامكاناتالتربوية للرسم هو الكاتب والفيلسوف الإنجليزي " جون " فقد نادى إلى إتاحة الفرصةللطفل كي يشخبط بقلمه على الأوراق ، ويسلى نفسه بالألوان ، وعلى الكبار أن يمنحوهالثناء والتشجيع وفي عام 1886م نادى " أيبنزركوك إلى أهمية دراسة طبيعة الطفلوأثرها على رسومه وأعماله الفنية وضرورة توجيه الطفل في الفن بما يتفق مع تطورهالنفسي وميوله حسب مراحل عمره وتشجيعه على التخيل والتعبير وإعمال الخيال أكثر منالاهتمام بالحرفية والدقة ، تقليداً للكبار .
وصدر عام 1887م ، 1888م كتبتضم رسوماً للأطفال في بولونيا بإيطاليا وفي باريس الأول " لكور ادوريتشي" : والثاني" لبرنارد دبتيريز " وفي عام 1895م ظهر أول تفسير نظري لمراحل تطور رسومالأطفال في مؤلف لعالم النفس الإنجليزي " جيمس سولي " وتناول فيه تطور رسوم الأطفالفيما بين سنتين وست سنوات .. وتوصل إلى ثلاث مراحل لرسوم الطفل .
المرحلةالأولى : التخطيطات العشوائية غير الهادفة .
المرحلة الثانية : التصميماتالبدائية الاصطلاحية .
المرحلة الثالثة : المعالجة المتبصرة للشكل الإنساني .
وفي عام 1905م أجريت دراسة بجامعة ليبزج بألمانيا على الآلاف من رسومالأطفال من أنحاء كثيرة من العالم أجراها " لام برخت " مثلت مستويات حضارية مختلفةومتفاوتة وكان هدفها الكشف عن الفروق بين رسوم الأطفال .
وفي عام 1907م قام كلا باريد ببحث استهدف دراسة مراحل نمو رسوم الأطفال وعلاقتها بالقدرات العقلية .
وتوالت الأبحاث العلمية في هذا الإطار وتعد البداية الحقيقية والجادة مع مطلعالقرن العشرين حيث تمثلت في ثلاثة أبحاث مرموقة أشرفت عليها وتعهدتها جامعاتألمانية وهي دراسة بحثية " لكارل لام برخت " ، ودراسة أخرى " لجورج كيرشنشتاينر " عام 1903 في ميونخ ، ودراسة " وليم شترن " عام 1905 في بريسلو .
وإذا عدناإلى الحضارات القديمة لاستجلاء بعض الحقائق عن الاهتمام بالطفل وفنه .. نجد فيالحضارة الفرعونية أي منذ سبعة آلاف عاماً قبل الميلاد كان " أخناتون " شأنه شأنملوك وأمراء مصر في العصر الفرعوني ، يهتمون بتعليم الطفل والاهتمام برسومه حيث لاتخلو عملية تعليمية من التخطيط والممارسات التي تنتمي للفن .
-------------------------------------------